التعليم المدمج Blended Learning
|
|||
يمثل التعليم الدعامة الأساسية في تقدم الشعوب والأمم،
لذلك تسعى الأمم لتطوير تعليمها، وبالنظر إلى التعليم بشكل عام نجد أنه يعتمد في
الكثير من مراحله على التعليم التقليدي والذي يقع العبء الأكبر فيه على المعلم،
ودور المتعلم سلبي إلى حد كبير، لذا تسعى الكثير من المؤسسات إلى تطوير التعليم
بإيجاد طرق جديدة للتعليم تهدف إلى أن يكون المتعلم فيه نشطاً وإيجابياً، وأن
يكون المعلم موجهاً ومرشداً.
لذا ظهرت الكثير من المستحدثات التكنولوجية في الفترة
الأخيرة، الهدف منها هو جعل المتعلم هو محور العملية التعليمة بدلاً من المعلم،
والتركيز على استراتيجيات التعلم النشط والتعلم التعاوني، ومن هذه المستحدثات
التعليم الإلكتروني ويقصد به بصفة عامة "استخدام التكنولوجيا بجميع أنواعها
في إيصال المعلومة للمتعلم بأقل وقت وجهد وأكبر فائدة، وقد يكون هذا التعلم
تعلماً فورياً متزامناً Synchronous وقد يكون غير متزامن Asynchronous، داخل الفصل المدرسي أو خارجه
ويرى العديد
من العلماء أن التعليم الإلكتروني يتميز بسهولة تحديث وتعديل
المعلومات المقدمة، ويزيد من إمكانية التواصل لتبادل الآراء والخبرات ووجهات
النظر بين الطلاب ومعلميهم وبين الطلاب وبعضهم البعض، ويتغلب على مشكلة الأعداد
المتزايدة مع ضيق قاعات الدراسة، ويمد الطالب بالتغذية الراجعة المستمرة خلال
عملية التعلم، وتنوع مصادر التعلم المختلفة، والتعلم في أي وقت وأي مكان وفقاً
لقدرته، واعتماده على الوسائط المتعددة في إعداد المادة العلمية، وتقليل الأعباء
الإدارية على المعلم، وتعدد طرق تقييم الطلاب.
وعلى الرغم من العديد من المميزات والإيجابيات للتعليم
الإلكتروني، إلا أن البعض يرى أنه يوجد قصور في بعض الجوانب التي لم يستطع
التعليم الإلكتروني التغلب عليها، ومن هنا كانت الحاجة إلى مدخل جديد يجمع بين
مميزات كل من التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني والتغلب على جوانب القصور في
كل منهما، فظهر ما يسمى بالتعليم المدمج والذي يعني دمج كل من التعليم التقليدي
بأشكاله المختلفة والتعليم الإلكتروني بأنماطه المتنوعة ليزيد من فاعلية الموقف
التعليمي وفرص التفاعل الاجتماعي وغيرها.
العلاقة بين كل من التعليم التقليدي والعليم الإلكتروني
والتعليم المدمج
ماهية التعليم المدمج:
تعددت تعريفات التعلــــــيم المدمج وذلك باختلاف
الرؤية له، فيعرفه الغريب زاهر إسماعيل (2009: 99-100) بأنه توظيف المستحدثات
التكنولوجية في الدمج بين الأهداف والمحتوى ومصادر وأنشطة التعلم وطرق توصيل
المعلومات من خلال أسلوبي التعلم وجهاً لوجه والتعليم الإلكتروني لإحداث التفاعل
بين عضو هيئة التدريس بكونه معلم ومرشد للطلاب من خلال المستحدثات التي لا يشترط
أن تكون أدوات إلكترونية محددة.
ويعرفه محمد عطية خميس ( 2003: 255) بأنه نظام متكامل
يهدف إلى مساعدة المتعلم خلال كل مرحلة من مراحل تعلمه، ويقوم على الدمج بين
التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني بأشكاله المختلفة داخل قاعات الدراسة.
كما يعرفه Alekse, et
al(2004) بأنه ذلك
النوع من التعليم الذي تستخدم خلاله مجموعة فعالة من وسائل التقديم المتعددة
وطرق التدريس وأنماط التعلم والتي تسهل عملية التعلم، ويبنى على أساس الدمج بين
الأساليب التقليدية التي يلتقي فيها الطلاب وجهاً لوجه Face – to - face وبين
أساليب التعليم الإلكتروني E-learning.
وببساطة شديدة يمكن تعريف التعليم المدمج على أنه
طريقة للتعليم تهدف إلى مساعدة المتعلم على تحقيق مخرجات التعلم المستهدفة، وذلك
من خلال الدمج بين أشكال التعليم التقليدية وبين التعليم الإلكتروني بأنماطه داخل
قاعات الدراسة وخارجها.
أهمية ( مميزات) التعليم المدمج:
- زيادة فاعلية عملية التعلم.
- زيادة رضاء المتعلم نحو عملية التعلم.
- تخفيض التكلفة والوقت اللازم للتعلم.
- سرعة ومرونة أفضل للتعلم.
- عدم التقيد بحدود الزمان والمكان.
- زيادة الدافعية لعملية التعلم من خلال استخدام الوسائط
المتعددة.
- تنمية مفاهيم العمل الجماعي والعمل التعاوني.
- توفير وقت المتعلمين.
- يزيد من خبرات التعلم لديهم.
- تحقيق الأهداف التعليمية المحددة من خلال استخدام
المستحدثات التكنولوجية.
عوامل نجاح التعليم المدمج في:
- أنه يعمل على تحسين مخرجات التعليم.
- مناسبة نموذج التعليم المدمج مع طبيعة الطلاب.
- توافر البنية التحتية التي تدعم تطبيقه بالقاعات
الدراسية التقليدية مع تدعيمها بتكنولوجيا التعليم الإلكتروني.
- قابلية قياس مخرجاته والتأكد من فاعليته.
|
الأحد، 7 أبريل 2013
التعليم المدمج Blended Learning
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق