دور التعليم عن بعد في الكوارث والازمات
بقلم أ.د / حسن عتمان ..
تتعرض
الدول الى كثير من الأزمات والكوارث بمختلف أشكالها وأنواعها الأمر الذى يقتضى
ضرورة توقف أو تأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات وجميع المؤسسات التعليمية حرصا
على سلامة أبناءنا التلاميذ والطلاب والأخذ بمبدأ تجنب الأضرار والمخاطر يقدم على
جلب المنافع، وفى هذه الحالات يمكن الاستعاضة بنظام التعليم عن بعد بما له من دور
هام ومحوري لاستمرار العملية التعليمية لدى المؤسسات التعليمية في ضوء البحث عن
بديل للتواصل اليومي بين المعلم والمتعلم.
فالتعليم
عن بعد نظام إلكتروني يتيح التفاعل بين المعلم و المتعلم من خلال عرض كامل للمحتوي
التعليمي للمقررات والدروس ويتم فيه استخدام اليات الاتصال الحديثة من حاسبات
وشبكات ووسائط متعددة بما تتضمنه من تآلف عناصر الكتابة والصور والموسيقى والصوت
والرسوم الثابتة والمتحركة وغيرها من العناصر ،وهناك أيضا الوسائط الفائقة وهى
برامج تعتمد على الانتقال من وسيط الى وسيط آخر لتقديم المعلومة بشكل آخر أو بدرجة
أعمق وأكثر تفصيلا، هذا بالإضافة الى استخدام الانترنت لتداول المعلومات في المجال
التعليمي والتدريسي وإتاحة استخدامه عبر الهاتف المحمول في أي مكان و يمكن الدخول
على الشبكة العنكبوتية وما تحتويه من دائرة معارف هائلة ممتدة عبر القارات ،كما
يمكن استخدام الفيديو التعليمي والفيديو التفاعلي وشبكات مؤتمرات الفيديو ، كما أن
للبريد الإلكتروني أهمية بالغة لتبادل الرسائل والملفات البريدية ويمكن أيضا أن
يتم الاتصال بين الطلاب بعضهم البعض من خلال برامج مجموعات الأخبار والمحادثة
الحية حيث تتيح هذه الخدمة التحدث والتخاطب وتبادل الرسائل الفورية بين عدد كبير
من المستخدمين ، كل هذه الابتكارات التكنولوجية التعليمية الجديدة تسمح للمعلم
باللقاء والنقاش والمحادثة الحية مع طلابه من مختلف الأماكن مع امكانية نقل وتداول
المعلومات بين المعلم والمتعلم بأشكالها المختلفة ، كما أن هذه التقنية تسهم بشكل
فعال في رقمنه المكتبات وانشاء معامل افتراضية والقاء المحاضرات وعقد الندوات
التعليمية وورش العمل عن بعد .
للتعليم
عن بعد ميزات عديدة أهمها تنمية الجوانب الوراء معرفية للمعلم والمتعلم ويتيح فرص
كثيرة للتعرف علي مصادر متنوعة من المعلومات بأشكال مختلفة تساعد علي إذابة الفروق
الفردية بين المتعلمين ،هذا بالإضافة الى أن التعليم عن بعد وسيلة يستخدمها المعلم
لتنمية مهاراته وقدراته التحصيلية والمهنية إذ يحصل المعلم من خلال الإنترنت على
مصادر عديدة وبرامج ودورات تساعده علي ذلك ، كما أنه يعمل دائماً علي تطوير
معلوماته والاطلاع علي كل ما هو جديد في تخصصه فهناك مواقع تقدم مخططات للدروس في
مختلف مجالات التعلم يمكن أن يستخدمها المعلم ليطور أدائه وفق مجريات عمليات
التدريس وظروف طلابه، ويجب أن نؤمن أن التعليم عن بعد له فوائد كثيرة تفوق التعليم
التقليدي ولعل أهمها التعلم الذاتي وزيادة الدافع لدي المتعلم من خلال عناصر
التعليم عن بعد المتعددة والتي تعمل على ثقل موهبته وتنمية قدراته ، كما أن هذا
النمط من التعليم يعتبر نقلة لمنظومة التعليم حيث يعزز التفاعل بين المتعلم
والمعلم والمحتوي التعليمي والمحتوي المعرفي .
وللتعليم
عن بعد عدة أشكال أهمها التعلم المتزامن والذي يتطلب وجود المعلم والمتعلم في آن
واحد ليتم اتصال متزامن بينهما بالنص أو الصوت أو الفيديو أو الشات وما الى ذلك،
وهناك شكل آخر للتعليم عن بعد وهو الغير متزامن وهو اتصال بين المعلم والمتعلم غير
المتزامن بحيث يمكن للمعلم وضع خطة التدريس والتقييم علي الموقع التعليمي ثم يدخل
الطالب للموقع في أي وقت من الأوقات ويتبع إرشادات المعلم في اتمام العملية
التعليمية دون أن يكون هناك اتصال متزامن مع المعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق