الاثنين، 6 مايو 2013

ملف الإنجاز الإلكتروني


المقدمة
شهدت السنوات القليلة الماضية طفرة كبيرة في الميدان التربوي وقد أسهم التقدم التكنولوجي المتسارع في ذلك إسهاما كبيرا، ولقد تأثرت كل عناصر العملية التعليمية بهذا التطور، فتغير دور المعلم من ناقل للمعرفة إلى مسهل لعملية التعلم ، فهو يصمم بيئة التعلم ويشخص مستويات طلابه ويصف لهم ما يناسبهم من المواد التعليمية ويتابع تقدمهم ويرشدهم ويوجههم حتى تتحقق الأهداف المطلوبة ، كما تغير دور المتعلم نتيجة ظهور المستحدثات التكنولوجية ، فلم يعد متلقياً سلبياً ، بل أصبح نشطاً إيجابياً ، وأصبح التعلم متمركزاً حول المتعلم لا حول المعلم .

    
ولقد تأثرت المناهج الدراسية أيضاً بظهور المستحدثات التكنولوجية ، وشمل هذا التأثير أهداف هذه المناهج ومحتواها وأنشطتها وطرق عرضها وتقديمها وأساليب تقويمها ، ولقد أصبح إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي وغرس حب المعرفة وتحصيلها في عصر الانفجار المعرفي من الأهداف الرئيسة للمنهج الدراسي (علي عبد المنعم، 1997 : 222(.
 

تعريف ملف الإنجاز الالكتروني E-Portfolio :
   بالنسبة لملف إنجاز الطالب Portfolio فقد تعددت التعريفات الخاصة به رغم اتفاق هذه التعريفات على مجموعة عناصر أساسية، فيعرفه (Bird,1990) بأنه" مجموعة منظمة من الوثائق التي تقدم الدليل والبرهان على كفاية المتعلم في الجوانب المعرفية والاتجاهات والمهارات الداخلة في إطار فن التعليم".
    
أما (Evans,1995:11) فيعرفه بأنه "مجموعة من الأفكار المختارة والمنظمة بدقة والأهداف والإنجازات المحاطة بالتفكير التأملي والتقويم الذاتي ".


أما بالنسبة لملف الإنجاز الإلكتروني E-Portfolio :  فترى كل من
 ( costantino &Lorenzo،2004: 60) أن الملف الإلكتروني عبارة عن  " انتقاء متأن لمجموعة من الوثائق النموذجية تركز على أفضل أعمال المتعلم وإنجازاته ، ويختلف عن الملف الورقي في كونه يعتمد على طريقة الوسائط المتعددة التي تسمح للمتعلم بعرض وثائق عمليتي التعليم والتعلم ، ووثائق التفكير التأملي في أشكال مختلفة ( صوتية ، فيديو ، بياني ونصي ) ، ويستخدم فواصل إلكترونية Links بدلاً من الفواصل الورقية ، وينشر على شبكة الإنترنت أو على أسطوانة مدمجة "CD  

أنواع (أشكال ) ملف الإنجاز  :

1-    ملف إنجاز مرتكز على الطالب :

حيث يقوم الطالب بجمع واختيار ومعالجة المواد لتوضيح التعلم الشخصي .

2-    ملف إنجاز مرتكز على المعلم :

              يتم إنشاؤها من قبل المعلمين بمواد توضح التعلم تبعاً لأهداف البرنامج (Barrett, 1998). يجب أن يقدم للطلبة, وبشكل حذر مفهوم الحقائب الدراسية وأساليب اختيار المواد وانعكاسها على صلتها بالتعلم (Stone, 1998) على العموم, فإن وصف صيغة حقيبة دراسية منظمة جداً يقلل من إبداع الطالب (Mills, 1997).

وهناك من يرى أن ملف الإنجاز له نوعين  هما :

1-    ملف إنجاز العمل  process portfolio :

 تجمع عمل الطالب على مدى فترة من الزمن من أجل إظهار تقدم القدرات والمواقف,

2-    ملف إنجاز المنتج :

حيث يتم  عرض اختياراً من أفضل أعمال الطالب. (Bitter,Pierson,2007,386,387  )

 


الفوائد التربوية لملف الإنجاز :

1.    يقيس جوانب متعددة من جوانب تعلم التلاميذ.

2.    توثيق أفضل أعمال الطالب وتطوره الأكاديمي والشخصي .

3.    يعزز مفهوم التقويم للتعلم (Assessment for Learning) أي استخدام التقويم الصفي لتحسين التعلم.

4.    كما يعزز مفهوم التقويم كوسيلة للتعلم (Assessment as Learning) حيث تكون عملية التقويم غير منعزلة عن عملية التعلم.

5.    يساعد في أن يكون التقييم مرتكز على أبعاد متعددة Multidimensionality Scaling بدلا من بعد واحد كما هو الحال في أدوات التقييم التقليدية.

6.    يعتبر احد أساليب التقويم الذاتي والتفكير التأملي للطالب والذي يتيح له تأمل أعماله وتقدمه الدراسي   وقد أثبت العديد من الدراسات دور استخدام ملف الإنجاز الإلكتروني في تعزيز التفكير التاملي لدى الطلاب فقد ذكرت (الأحمد,2008, 32, 33)  دراسة عن استخدام ملف الإنجاز في تدريب المعلمين حيث قام كل من سباركس لانجير وآخرون (Sparks-Langer, Simmons, Pasch, Colton, and Starko, 1990) بتطوير إطار عمل للتفكير التأملي التعليمي. قاموا بذلك أثناء عملهم في إحدى جمعيات تحسين المعلمين Collaboration for the Improvement of Teacher Education (CITE) لوضع برنامج قبلي لتعليم الطلاب يشجعهم على التفكير التأملي حول المنهج والطرق والقضايا السياسية والاجتماعية. هذا الإطار يحوي سبعة مستويات للتفكير التأملي, تتدرج من المستوى الأول وهو أدنى المستويات بدون لغة وصفية إلى المستوى السابع الذي تشمل تفسيراته مراعاة القضايا الأخلاقية والخلقية والسياسية وهذه المستويات تعكس فكرة فان مانين (VanManen, 1977) عن التأمل الناقد, وقد أشارت النتائج إلى أن طلاب CITE الذين طبقوا الأسس التعليمية لصناعة قرارات تدريسية تعليمية ازدادت محصلاتهم من التفكير والتأمل أكثر من أولئك الذين لم يشاركوا في البرنامج.

وفي حال تطبيق النظرية البنائية في التعلم فإن استخدام ملف الإنجاز والذي يدعم التفكير التأملي يكون فعالا حيث أن  النظرية البنائية تشجع على التأمل, وفيها نجد أن عملية تكوين الفهم لدى الفرد تجعل من الضروري أن يكون هناك تركيز تأملي فردي. وبناء معلومات دون تأمل يشبه بناء جسر وهمي لا تراه إلا عندما تغمض عينيك. وأن كل فرد يحتاج إلى دراسة واختبار ومراجعة ما تم تكوينه من معرفة ليستمر وإلا فستظهر نقاط ضعف كثيرة. والذي تم تشجيعهم بعمق في ممارساتهم هم الأكثر ملاحظة للأفعال والاستجابات, وردود الفعل التي قد تكون بطريقة أو بأخرى غير ملحوظة.

                وعرفت هبنير (Huebner, 1996) الممارسة التأملية على أنها: القدرة على التفكير قبل وأثناء وبعد التعلم بالطريقة التي يحتاجها الطلاب في الفصل الدراسي, والاعتماد على الاهتمامات الأساسية وتقييمها للفاعلية. وتؤكد أن قياس النمو التأملي يحدث من خلال منهج متصل. وأشارت إلى أن هناك ثلاث خصائص تميز نمو المشاركين بمرور الوقت هي:

أولاً: حالة التداخل نحو الوضوح والارتباك.

ثانياً: الانتقال من المستوى التقني (الآلي) إلى المستوى العملي.

ثالثاً: الانتقال من التمركز نحو الذات على التمركز نحو التعلم.

ويظهر هذا التقدم والنمو بذاته في التعليقات التأملية للمشاركين في الطرق الآتية:

أولاً: تنمية وعي متزايد عن البيئة.

ثانياً: زيادة فهم معلومات المحتوى التعليمي والقياس.

ثالثاً: تقديم توصيات محددة للتحسن الذاتي.

رابعاً: الاعتراف بالملاحظات الساذجة واستبدالها بصور أكثر واقعية عن التعليم والتعلم.

وكذلك فإن ملفات الإنجاز من الممكن أن تكون أداة من خلالها يفكر الطلاب في تعليمهم وتعلمهم كما تكون معاييراً للأهداف الخاصة والعامة للمرحلة التي يدرس بها الطلاب, ومعايير أيضاً لسياسة الدولة وبداية الربط بينها.

كما أنه من الدراسات في هذا المجال دراسة (واجنن وهايبرد, Wagenen & Hibbard, 1998):

حيث هدفت هذه الدراسة إلى بناء المعلمين والإداريين لملف الإنجاز لتحسين أدائهم في التحليل والتأمل الفكري, وتحقيق الأهداف التي يبنى من أجلها ملف الإنجاز. وقد وصل عدد العينة إلى (310) من المعلمين والإداريين في (15) مدرسة حكومية في منطقة Middleburg. وقد استغرق بناء ملف الإنجاز أربعة أعوام وقد بدئ في تجميع المعلومات الخاصة بأعمال المعلمين والإداريين والمتعلمين من العام الأول والثاني, وتم البدء في استخدام ملف الإنجاز في العام الثالث بصفته أداة لتجميع أفضل العينات من أعمال المعلمين والمتعلمين, ثم تحليل هذه الأعمال لتبرير اختيارها والتدليل على أهميتها, واستخدم ملف الإنجاز للتأمل دليلاً على فاعلية ممارسة التدريس في العام الرابع والأخير وبذلك أصبح البوتفوليو وسيلة شخصية ومهنية.

وقد أسفر تحليل مدخلات ملف الإنجاز في العام الرابع عن النتائج التالية:

ساعد ملف الإنجاز في تحسين أداء المتعلم.

ساعد قي تطوير استراتيجيات فعالة لدراسة أعمال المتعلمين الممتازة.

كشف ملف الإنجاز العلاقة بين التدريس والتعلم.

مد ملف الإنجاز المعلمين والإداريين بتوجه جديد نحو ربط المنهج والتعلم والتقويم معاً.

شجع ملف الإنجاز على التعلم طويل الأمد من خلال التقويم الذاتي والتنظيم الذاتي.(العيسى ,2002)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق